حاور موقع “طلقة 24” عددا من النشطاء المغاربة الذين قرروا مغادرة البلاد إلى دول أخرى، مطالبين الدول المضيفة بمنحهم اللجوء السياسي بدعوى أن البلاد تشهد تراجعا في الحريات، خاصة حرية الرأي والتعبير.
في هذا الحوار، نستضيف المدون محمد قنديل، وهو مدون وناشط سياسي غادر المغرب إلى النرويج، ثم ايسلندا، مع عائلته، مطالباً الحماية الدولية بدعوى فرضية التعذيب والاعتقال.
نص الحوار
من هو محمد قنديل ؟
محمد قنديل هو ناشط سياسي ومدون بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو أيضاً عضو متعاطف سابق في حزب العدالة والتنمية منذ منتصف التسعينيات، متزوج وله أربعة أبناء.
بعد سنوات قليلة، غادرت مركب العمل السياسي، ولم أعد أؤمن بالعمل الحزبي في السياق المغربي. حدث هذا التغيير فيما يتعلق بالمشاركة في الحياة السياسية بعد أن تعرضت لمضايقات من طرف المخابرات المغربية في إقليم سطات في سياق انتقادي للمؤسسة الملكية.
حدثنا عن المراحل التي مررت بها للوصول إلى ايسلندا؟
عندما شعرت بأنني مستهدف من قبل السلطات المغربية، أخبرني صديق مطلع أن الأمن السياسي المغربي وضعني تحت المراقبة، بسبب مقابلاتي الرقمية مع قناة “تحدي” التي تناولنا فيها مجموعة من القضايا التي تهم المغرب والشؤون الخارجية بطريقة نقدية.
في ذلك الوقت، كان السياق يتسم بالقمع الشديد لحرية الرأي، لا سيما من خلال اعتقال مئات المدونين وعشرات الصحفيين، ووردت تقارير عن التعذيب وسوء المعاملة داخل السجون ومخافر الشرطة. اتخذت قرار المغادرة مع عائلتي، وتقدمت بطلب إلى السلطات القنصلية للحصول على تأشيرة سياحية مع عائلتي في أغسطس 2023، وبعد استيفاء جميع المستندات والشروط المطلوبة، مُنحت التأشيرة.
كيف جاءت فكرة مغادرة المغرب؟
جاء ذلك في سياق مسح شامل للمجال العام في المغرب، حيث وجدت أن هناك مخاطر الاعتقال والتعذيب والاضطهاد.
كان ذلك في شهر أغسطس 2023، وداخل مطار محمد الخامس، تعرضت لوابل من الأسئلة من قبل مسؤول أمني لمدة 20 دقيقة تقريبًا، بدأت بعدها تحركات مريبة لأفراد الأمن بالزي المدني أثناء انتظاري لرحلتي التي كانت في الساعة 01:15 صباحًا، ولولا لطف الله لتعرضت للاعتقال.
هل تقدمت بطلب عند وصولك ايسلندا ؟
نعم بمجرد وصولي تقدمت لدى مصالح دائرة الهجرة بطلب الحصول على الحماية الدولية.
ما هي الأهداف التي تنوي تحقيقها أثناء تواجدك على الأراضي الايسلندية في حال تم قبول طلبك ؟
ما أنوي تحقيقه هو دراسة الصحافة ، هذا حلم يراودني وقد طال انتظاره، إلى جانب عمل يحفظ لي كرامتي وكرامة أبنائي بعيدا عن دعم أي كان ، فأنا لم أولد لأكون إتكاليا أبدا.
شاركت في عدد من الاحتجاجات في مدينتك .. كيف تنظر الآن إلى نضالك في المغرب؟
مسألة النشاط النضالي اقتصرت على الفترة القصيرة التي قضيتها كمتعاطف وداعم لحزب العدالة والتنمية ، دون أن أنسى بعض الوقفات والمسيرات النضالية مع رفاقي بحزب الإتحاد الإشتراكي فرع إبن أحمد. و كنت ناشطا من خلال فيديوهات وتدوينات منتقدة للحكومة.
في الحقيقة أنظر الان إلى تلك الجهود التي قمت بها للمشاركة في الحياة السياسية والنضالية بنوع من الريبة ، حيث أعتقد أنها غالبا ما تكون مؤطرة أمنيا ومخابراتيا في سياق محاولات القصر الملكي لتزيين صورته أمام المنتظم الدولي.
هل تعرضت لمضايقات أخرى من قبل السلطات المغربية؟
نعم تعرضت لمضايقات من المخابرات في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي ، ومرة أخرى تعرضت لمضايقات المخابرات في صيف 2023 بسبب مواقفي المناهضة للنظام، وموقفي من نزاع الصحراء الغربية، من خلالي تدويناتي على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما موقفك من نزاع الصحراء الغربية ؟
أنا من القلة الذين جاهروا برفضهم للإحتلال المخزني للصحراء الغربية من خلال تدويناتي.. لأن هذا الإحتلال الذي تم تمطيطه مخزنيا لمدة 50 عاما ، تكلفته باهضة على حساب الشعب المغربي. وأقصد أن جرى استنزاف ميزانيات التعليم والصحة والتنمية البشرية، من أجل هضم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
هل ستستمر في انتقاد الحكومة المغربية حتى بعد مغادرتك البلاد؟
نعم بكل تأكيد، أنا مستمر على ذات النهج طالما أن الأسباب قائمة.
ما هو موقفكم من النظام الملكي الحاكم في المغرب؟
بعد وفاة الملك الحسن الثاني، عرفت أن من يحكم المغرب والمغاربة هم يشبه مافيات، وليست دولة تقوم على سيادة القانون ومبدأ فصل السلط، بالتالي لا يجوز أن نقول النظام الملكي بقدر ما هو، في منهجية عمله الحالية، مافيا، وعلينا أن نتعامل معه وكل رموزه على هذا الأساس.
كيف تنظر إلى المغرب الان ؟
بعد هروبي من المغرب إن صح التعبير، أرى أن البلاد تتحرك بسرعة جنونية نحو منحدر سحيق لا يبقي ولا يدر ، وأدعو إلى كبح طغيان النظام حتى لا تقع المصيبة، وأطالب من عامة الشعب النزول للشارع وإعلان مطالب من أجل الديمقراطية وحتى من أجل طرد الإستبداد من للمغرب ، غير ذلك اعتبره مجرد مساحيق تجميلية لا غير.
كيف تقيم وضعية حقوق الإنسان في المغرب ؟
اتوقع أننا سنشهد مزيدا من المضايقات على حرية الرأي والصحافة. ومزيدا من الإختطافات والتعذيب والإحتجاز خارج نطاق القانون، بالإضافة إلى المحاكمات الصورية وتكميم الأفواه.
الإفراج الأخير عن بعض الصحفيين والمدونين جاء نتيجة الضغوط الخارجية، وليس أبدا نتيجة مراجعة من جانب نظام المخزن القمعي
هل تفكر في العودة إلى المغرب مستقبلا؟
لا رجوع للمغرب
ما هي شروطك للعودة؟
إسقاط النظام الحالي