وُلد فؤاد عبد المومني، الرئيس السابق لمنظمة ترانسبرانسي المغرب، عام 1958 في مدينة بركان بالمغرب. اعتقل مرتين من قبل سلطات الملك الراحل الحسن الثاني وسجن لمدة سنتين، ثم ثلاث سنوات، قبل أن يُطلق سراحه ويعود إلى نشاطه الحقوقي والسياسي.
شغل عبد المومني لاحقاً مناصب قيادية في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وحزب فيدرالية اليسار، وكتب في الصحافة المحلية والدولية.
وتعتبره السلطات المغربية شخصية مزعجة وخارجة عن السيطرة منذ أن قاد حوارًا بين الإسلاميين واليساريين في المغرب، مما جعله هدفًا لبرنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” وكاميرات التجسس التي وصلت إلى غرفة نومه.
الاعتقالات والسجن
اعتقل لأول مرة عام 1981، وهي الفترة المعروفة بـ”سنوات الرصاص” في عهد الحسن الثاني، لمشاركته في الاحتجاجات المطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية في المغرب، والتي تضمنت مطالب ضد الفقر والغلاء، وحُكم عليه بالسجن، حيث قضى عامين في السجون المغربية.
و في عام 1984، اعتقل مرة أخرى وحكم عليه بالسجن سنتين، ضمن موجة الاعتقالات التي طالت العديد من النشطاء السياسيين والحقوقيين في تلك الفترة.
كما عانى من التعذيب والاختفاء القسري لعدة سنوات كجزء من حملة القمع ضد المعارضة السياسية.
الاضطهاد الجديد / القديم
في 30 أكتوبر 2024، نشرت النيابة العامة ومنظمات حقوق الإنسان بيانات أعلنت فيها عن اعتقال عبد المومني من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، وهي جهاز أمني مكلف بمكافحة الجرائم الخطيرة.
وقد ألقي القبض عليه بتهمة “نشر معلومات كاذبة والتبليغ عن جريمة وهمية”، وفقًا لبيان وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء.
وردًا على اعتقاله، نشر محمد جعيط، المحامي بنقابة المحامين في باريس، ودلفين باسي، المحامي بنقابة المحامين في بروكسل، بيانًا مشتركًا قالا فيه إنهما سيتخذان الإجراءات القانونية اللازمة ضد السلطات المغربية إذا لم يتم إطلاق سراحه.
وجاء في البيان: “في حال عدم الإفراج عنه، فإننا نحتفظ بحقنا في استخدام جميع الآليات والأدوات الدولية للدفاع عن مصالح موكلنا”.
ويرجع سبب الاعتقال إلى أن فؤاد عبد المومني نشر في اليوم السابق، أثناء تواجده في سويسرا، نصًا قصيرًا على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي بمناسبة زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب، انتقد فيه سياسة السلطات المغربية في التعاون الدولي والتجسس باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”.
واعلنت النيابة العامة بالدار البيضاء، بعد ثلاثة أيام من الاعتقال، إنها قامت بإطلاق سراح الناشط الحقوقي المعارض فؤاد عبد المومني، ومتابعته في حالة سراح، “للاشتباه في ارتكابه لأفعال جرمية يعاقب عليها القانون”.
وأوضح المتحدث باسم النيابة العامة، في تصريح صحافي، أنه ”قرّرت هذه النيابة العامة متابعته من أجل الاشتباه في ارتكابه أفعال تتعلق بإهانة هيئات منظمة ونشر ادعاءات كاذبة؛ والتبليغ عن جريمة خيالية يعلم بعدم حدوثها حيث قررت متابعته في حالة سراح واستدعائه لجلسة المحاكمة “.
البيغاسوس وكاميرات التجسس
يعتبر فؤاد عبد المومني احد ضحايا برنامج بيغاسوس الإسرائيلي ، وقد انضم إلى دعوى قضائية في أوروبا وأمريكا ضد شركة NSO المصنعة لبرنامج التجسس “بيغاسوس”. هذه الدعوى تشمل عدداً من النشطاء المغاربة الآخرين الذين تم استهدافهم ببرنامج التجسس، حيث قُدمَت الشكوى في محكمة بولاية كاليفورنيا كجزء من قضية رفعها تطبيق واتساب، الذي اتهم NSO باختراق حوالي 1400 جهاز حول العالم.
ويُطالب عبد المومني والضحايا الآخرون في الدعوى بوقف استخدام هذا البرنامج ضد النشطاء والصحفيين.
وتعرّض فؤاد عبد المومني، الناشط الحقوقي المغربي البارز، للتجسس باستخدام أساليب مراقبة متقدمة، من بينها برنامج بيغاسوس للتجسس، المرتبط بعدة حكومات تستخدمه لمراقبة الناشطين والمعارضين. في حالته، بالإضافة إلى المراقبة الرقمية، تم تسجيل مقاطع فيديو خاصة داخل منزله دون موافقته، ويُعتقد أنها صُوّرت بكاميرات مخفية داخل وحدات التكييف. وقد أُرسلت هذه المقاطع إلى أفراد من عائلته في محاولة لإخافته والتشهير به.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن حالة عبد المومني تسلط الضوء على نمط أوسع في المغرب، حيث يُزعم أن السلطات تستخدم برنامج بيغاسوس، الذي طوّرته مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية، لمراقبة الناشطين والصحفيين وأصوات المعارضة. ويعتبر هذا الأسلوب جزءاً من حملة منهجية ضد المعارضة تشمل الحملات الإعلامية التشهيرية، واتهامات قانونية ملفقة، ومراقبة إلكترونية.
وفيما يتعلق بالكاميرات، فقد تم تثبيت الكاميرات السرية في منزله خلال فترة قبل فبراير 2020. اكتشف عبد المومني أن الكاميرات كانت مزروعة داخل وحدات التكييف في شقته، حيث سجلت مقاطع فيديو له مع خطيبته في أوضاع شخصية. تم توزيع هذه المقاطع على أفراد من عائلته في محاولة للضغط عليه وتشويه سمعته بسبب انتقاده العلني للنظام المغربي وسعيه لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في المغرب.