19 نوفمبر 2024 | آخر الأخبار

في سياق عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مجددا، عادت صحيفة الكنفدنسيال الإسبانية إلى ديسمبر 2020، حينما اعترف الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. 

وقالت الصحيفة إن ترامب لم يكن يعرف موقع الصحراء الغربية على الخريطة، لكن صهره، جاريد كوشنر، أراد أن ينضم المغرب إلى ما يسمى باتفاقات أبراهام التي قامت من خلالها العديد من الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وأضاف التقرير أن الثمن الذي حددته الرباط لإقامة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، كان الاعتراف بمغربية الصحراء، ودفعها ترامب دون أدنى تردد .

ووصفت الصحيفة مبادرة ترامب بأنها “أصل الأزمة التي أثارها المغرب مع إسبانيا، وكذلك التوترات التي أحدثتها مع دول أوروبية أخرى مثل ألمانيا، في نفس اليوم الذي أعلن فيه ترامب هذا الاعتراف على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأكد المصدر نفسه أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تلهب القصر الملكي المغربي، كما يتزامن فوزه الانتخابي مع الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء الشهيرة التي سمحت للملك الحسن الثاني بالاستيلاء على المستعمرة الإسبانية.

  وفي رسالة التهنئة التي بعث بها إلى ترامب، أعرب العاهل المغربي محمد السادس عن امتنانه لهذا الاعتراف، الذي وصفه بأنه “لفتة لا تنسى” أدت إلى رابطة أقوى. وكتب العاهل المغربي في برقيته: ” لقد كانت علامة فارقة ونقطة تحول تعكس العمق الحقيقي لهذه العلاقة الخاصة الممتدة منذ قرون، والتي تفتح آفاق تعاون أكبر وشراكة استراتيجية أوسع”.

وعندما يشير العاهل العلوي في برقية التهنئة التي بعث بها يوم الأربعاء إلى أنه يتوق إلى “تعاون أكبر وشراكة استراتيجية أوسع”، فإن أول شيء يجب أن يأخذه في الاعتبار هو افتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة، وأن تشمل مناورات الأسد الإفريقي العسكرية الصحراء الغربية.

من وجهة نظر إسبانية، يقول تحليل الصحيفة، يُخشى، بعد فوز ترامب وتأييد الرئيس إيمانويل ماكرون لمحمد السادس، أن تصبح الدبلوماسية المغربية أكثر جرأة مرة أخرى كما فعلت في نهاية عام 2020.

مضيفا في هذا السياق أن الاشارات الإسبانية، القوة الاستعمارية السابقة، لها أهمية خاصة في نظر الرباط التي يحتمل أن تستغل وجود ترامب في البيت الأبيض للضغط على مدريد لتبني نفس الموقف الصادر عن باريس وواشنطن.

وتطالب السلطات المغربية السيطرة على المجال الجوي للصحراء الغربية، حيث أنه منذ عام 1975، ظلت إسبانيا تتحكم في المجال الجوي من لاس بالماس.
وأفاد التقرير أن الفرضية المثيرة للقلق للغاية، وهي أن تشن جبهة البوليساريو حربا منخفضة الشدة ضد المغرب من القطاع الشرقي للصحراء الغربية، وتدخل الجيش المغربي للسيطرة على المنطقة بأكمالها.

وتسألت الصحيفة في هذا السياق: “كيف سيكون رد فعل الجزائر، الداعمة للمتمردين الصحراويين؟”.

 ويقول عبد العزيز رحابي، الأستاذ والمتحدث السابق باسم الحكومة الجزائرية، في اتصال هاتفي مع صحيفة الكنفدنسيال، أن ترامب سيتجاوز ما فعله بالفعل في عام 2020.

وأضاف: “لقد وصلت الولايات المتحدة إلى الحد الأقصى، وقضية الصحراء الغربية ليست أولوية على الإطلاق في أجندتها الدبلوماسية “.

 ويعتقد البروفيسور المغربي أبو بكر الجامعي، عميد الفرع الإسباني للكلية الأمريكية للبحر الأبيض المتوسط، أن الدبلوماسية الأمريكية الشمالية من الآن فصاعدا، ستضع “المزيد من العقبات أمام تقرير المصير”.